إجتماع أوروبي بشأن أوكرانيا في ظلّ خطة أميركية
كاثرين بورتر- نيويورك تايمز
Tuesday, 18-Feb-2025 06:58

وصل قادة العديد من أكبر الدول الأوروبية أمس إلى باريس في محاولة لصياغة استراتيجية لأمنهم الخاص، بينما يستعد مبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجراء محادثات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا من دون إشراكهم.

جاء ترتيب الاجتماع في باريس على عجل، بعد الخطاب اللاذع لنائب الرئيس جي دي فانس في ميونيخ، حين انتقد استبعاد أوروبا للجماعات اليمينية المتطرّفة من السلطة، بالإضافة إلى الخطط الأميركية السريعة لبدء محادثات السلام مع روسيا في السعودية هذا الأسبوع، من دون مشاركة القادة الأوكرانيّين أو الأوروبيّين.

 

من المتوقع أن يحضر الاجتماع في باريس قادة من ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، بولندا، إسبانيا، هولندا، والدنمارك، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي، رئيسة المفوّضية الأوروبية، والأمين العام لحلف الناتو.

 

وسيناقش القادة ما يمكن للأوروبيِّين الالتزام به لضمان أي اتفاق سلام بشأن الحرب في أوكرانيا على المدى القصير، وكذلك كيفية ضمان أمن القارة على المدى الطويل في مواجهة روسيا العدوانية التوسعية، والتراجع المتوقع للضمانات الأميركية بالدعم.

 

رُتِّب هذا الاجتماع غير الرسمي من قِبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي جعل من الدعوة إلى زيادة السيادة الأوروبية وتعزيز القدرة على الدفاع عن النفس إحدى السمات المميّزة لرئاسته. ومن المتوقع أن يكون هذا الاجتماع الأول ضمن سلسلة اجتماعات مماثلة بين القادة الأوروبيِّين خلال الأسابيع المقبلة، وفقاً لمستشار لماكرون.

 

وأوضح المستشار، الذي أصرّ على عدم الكشف عن هويته تماشياً مع العُرف السياسي الفرنسي، مساء الأحد: «يجب على الأوروبيِّين أن يفعلوا المزيد، وأن يؤدّوا بشكل أفضل، وأن يعملوا بطريقة متماسكة من أجل أمننا الجماعي».

 

ومن المتوقع أن يتحدّث القادة عن أشكال مساهمة أوروبا في قوة حفظ السلام في أوكرانيا، بما في ذلك تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، وإمكانية نشر قوات.

 

 

يوم الأحد، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» أنّه «مستعد وراغب في المساهمة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا عبر نشر قوّاتنا على الأرض إذا لزم الأمر».

 

وكتب ستارمر: «ضمان سلام دائم في أوكرانيا يحفظ سيادتها على المدى الطويل أمرٌ ضروري إذا كنّا نريد ردع بوتين عن المزيد من العدوان في المستقبل»، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

أجرى ماكرون، منذ أشهر، محادثات مع القادة الأوروبيِّين حول تشكيل قوة عازلة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لضمان الحفاظ على أي اتفاق سلام يتمّ التوصّل إليه مع روسيا.

 

كما يُتوقع أن يناقش القادة الأوروبيّون تسريع تطوير القدرات الدفاعية الأوروبية، إذ يعتقد كثيرون الآن أنّ الولايات المتحدة ستسحب عشرات الآلاف من جنودها من أوروبا.

 

حتى الآن، 23 فقط من أصل 32 دولة عضو في الناتو تُنفق ما لا يقلّ عن 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وذلك بعد أكثر من عقد من التعهّد بتحقيق هذا الهدف في عام 2014. وقد أوضح الناتو أنّ نسبة 2% يجب أن تكون «حداً أدنى وليس سقفاً»، وأنّه ينبغي إنفاق المزيد.

 

يأتي هذا الاجتماع في اليوم عينه الذي وصل فيه وزير الخارجية ماركو روبيو إلى الرياض، السعودية، لعقد اجتماعات مخطّطة مع مسؤولين روس لمناقشة مستقبل الحرب الروسية- الأوكرانية. وقد أعرب القادة الأوروبيّون، وكذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن دهشتهم وإحباطهم من استبعادهم عن هذه المحادثات.

 

وكان زيلينسكي في الإمارات العربية المتحدة أمس لإجراء مفاوضات منفصلة مع روسيا تركّز على تبادل الأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيِّين من روسيا. وقد كرّر تأكيده أنّ أوكرانيا لن تقبل بأي شروط يتمّ التفاوض عليها بين روسيا وإدارة ترامب من دون مشاركة أوكرانيا، كما أكّد أنّ الممثلين الأوكرانيِّين لن يكونوا حاضرين في المحادثات التي ستُعقد في السعودية.

الأكثر قراءة